معاً نستطيع إيجاد حلول ناجعة لأهم التحديات التي تواجه البشرية جمعاء…
رؤية تحويلية لمشاهد طبيعية حية عبر السرد القصصي والتخطيط الاستراتيجي والشراكات
العلا
العلا، المملكة العربية السعودية
2019–2023
الهيئة الملكية لمحافظة العلا
الفنون | الاستراتيجية وتخطيط الأعمال | إدارة المشاريع الثقافية | التنظيم المتحفي والسرد القصصي | تصوير النصوص | أبحاث وإدارة المجموعات | الأبحاث وإشراك الخبراء المتخصصين | إشراك الجمهور والمجتمعات المحلية | التخطيط الرئيسي الثقافي
المكانة:
العلا، مدينة الإبداع والمبدعين
خريطة الطريق:
من تصور طموح إلى بنية تحتية ثقافية صلبة
الرؤية:
بناء سردية وادي الفن
التراث:
عندما يتحول المكان إلى ثقافة حية
التنشيط:
بث الحياة في تضاريس العلا
الإرث:
ويبقى الأثر
منذ عام 2019، جمعت باركر لانغهام بالهيئة الملكية لمحافظة العلا شراكة متينة شملت طيفاً واسعاً من المشاريع، تراوحت بين تطوير الاستراتيجية الوطنية وتطوير سرديات محلية. وسط تضاريسها المهيبة، وبين فصول تاريخها المتراكبة وثقافتها النابضة بالحياة، عملنا في العلا على نطاقات متنوعة وعبر تخصصات مختلفة، من خلال التخطيط الاستراتيجي والتأويل والتنشيط الإبداعي، إسهاماً منا في صناعة مستقبل ثقافي واعد لهذا المكان الآسر ومنقطع النظير.
في سياق هذا المشروع المُلهم، تعاونا عن كثب مع أفراد من المجتمعات المحلية ومبدعين وخبراء دوليين لتحديد مكامن تميُّز العلا عن غيرها من المواقع، والتفاكر حول أفضل السبل لمشاركتها مع العالم. وبالفعل، نجحنا في تصميم وتنفيذ مشاريع ساهم كل واحد منها في تعميق أهمية العلا الثقافية وتوسيع رقعتها وأثرها، إن كان عبر تقديم خدمات استشارية لوضع خريطة طريق للصناعات الإبداعية، أو نَظْم عرض غامر للطائرات المسيرة في سماء الصحراء، أو تصميم تجارب مُبتكرة للزوار عبر البلدة القديمة.
المكانة:
العلا، مدينة الإبداع والمبدعين
فضلاً عن صون التراث والاحتفاء به، تمحورت الرؤية الثقافية للعلا منذ البداية حول تحويل هذا الموقع الساحر إلى مكان لصناعة العمل الإبداعي، لا مجرد فضاء للعرض. وتحقيقاً لهذه الرؤية على أرض الواقع، تكاتفت جهودنا مع جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا لإعادة تعريف العلا كمركز للإنتاج الإبداعي. وبالتشاور مع أصحاب المصلحة المحليين والدوليين، تمكنا من استبيان ما يميز العلا عن غيرها من الوجهات، وكيف يمكن تحويلها إلى حاضنة للإبداع، تستمد قوتها وإشعاعها من سياقها المحلي، وتعكس اهتمامات سكانها وأهلها بقدر ما تستقطب اهتمام الزوار العالميين.
خريطة الطريق:
من تصور طموح إلى بنية تحتية ثقافية صلبة
سعياً منا لبلورة رؤية العلا كمركز للإنتاج الإبداعي، طورنا خريطة طريق عملية لدعم نمو الصناعات الإبداعية فيها. وقد قادتنا مخرجات جميع الأنشطة التي أنجزناها في هذا الإطار، من تطوير مخطط تفصيلي للأصول وتحليل البيانات وتوسيع نطاق الاستشارات، إلى تحديد احتياجات المبدعين المحليين وتعيين مجموعة من المبادرات الثقافية القابلة للتنفيذ. كما صغنا في خارطة الطريق مسارات واضحة المعالم لتطوير المهارات والبنية التحتية والسياسات والاستثمارات، إرساءً لدعائم متينة تجعل من العلا أرضية خصبة تنمو فيها المواهب الإبداعية وتزدهر.
الرؤية:
بناء سردية وادي الفن
استرعت العلا اهتمام وفضول العالم بأسره عندما بادرت إلى خلق وجهة جديدة للفن والإبداع في قلب الصحراء، أسمتها "وادي الفن". وقد تسجد دورنا الداعم لفريق المشروع من أجل تحقيق هذه الرؤية الجسورة في تنقيح مقترحه الرئيسي واستراتيجية الاتصال والتواصل، بما يضمن صياغة رؤية قوية متجذرة في أرض العلا وإرثها. كما شمل نطاق عملنا تحديد قِيَم المشروع وسردياته، وإجراء أبحاث السوق وأصحاب المصلحة، وتطوير تقرير مفصل حول فئات الجمهور وخصائصهم. فأثمرت تلك الجهود في المحصلة إطار عمل استراتيجي متماسك كفيل بتوجيه نهج السرد القصصي ومشاركة الجمهور، وترسيخ مكانة وادي الفن على مدى الطويل مواكبة لتطور المشروع ونموه.
التراث:
عندما يتحول المكان إلى ثقافة حية
طور فريقنا إطار عمل جديد لبلدة العلا القديمة ومزارع الواحة الصيفية، تمثل في نهج ديناميكي للحفظ يتعامل مع التراث باعتباره منظومة حية وينأى به عن المقاربات التقليدية التي تنظر إليه كمعلم ثابت. استندنا في عملنا على هذا الإطار إلى مواثيق دولية، بما فيها مواثيق اليونسكو، لتطوير خطة رئيسية تأخذ بعين الاعتبار فرص الأعمال والتعلم ورفد الحياة المجتمعية، فضلاً عن البعد السياحي. كما حرصنا في هذا المشروع على توليف العوامل الاستراتيجية والسردية والوجدانية لبناء مسار توجيهي متسق يواكب تطور الموقع، معتمدين في ذلك على المعايير الدولية بشكل عام والخصوصيات المحلية بشكل خاص. وقد ترشح عن ذلك نهجٌ متسق ومستنير لوجهة تراثية حية ومنتعشة واحتوائية، تستوعب الأنشطة الثقافية ومظاهر الحياة المجتمعية اليومية، وتنسجها بتناسق وتناغم في المشهد الأوسع للعلا.
التنشيط:
بث الحياة في تضاريس العلا
ساعدت باركر لانغهام في وضع برنامج حافل بالفعاليات والتجارب شمل جميع مواقع العلا، ليبث الحياة في تضاريسها ويحتفي بتراثها. وقد تنوع مضمون البرنامج بين عروض أدائية معاصرة، وأعمال فنية تركيبية، وتجارب سردية مصممة من وحي المكان ومتأصلة فيه. ففي أبراج العلا، ألهمت سماء الليل وسحرها الخلاب أعمال فنانين دوليين ومحليين وظفوا فيها عناصر الضوء والصوت والحركة. وفي تيمة وخيبر، طورنا سلسلة من المعارض المؤقتة والتأويلات الإبداعية التي كشفت النقاب عن كنز ثمين من القصص المتجذرة في هاتين الواحتين البديعتين. وقد استندت كل لحظة من تلك اللحظات التأويلية إلى استراتيجية مُحكمة طورناها بعناية فائقة لخلق روابط بين الجمهور وقصص هذه المنطقة، بأساليب حيوية تبعث على التفاعل وتورث التقدير والاحترام.
الإرث:
ويبقى الأثر
تركت باركر لانغهام في العلا بصمة راسخة شكلاً ومضموناً، سواء من خلال تطوير استراتيجية قوية وطويلة الأمد أو تصميم تجارب فريدة وغير مسبوقة. ويرجع ذلك بالأساس إلى حرصنا في كل مشروع اضطلعنا به على مواءمة الأهداف الثقافية وعمليات التنفيذ العملي والتسليم، مع تناول أكثر الأفكار جسارة بالبحث المعمق، ضماناً لجدواها التشغيلية وتجذرها في روح المكان.
واليوم، يظهر تأثير هذا العمل الجبار بجلاء من خلال استمرار هوية العلا في النضج والنمو، باعتبارها وجهة ثقافية تُكرم قصص تاريخها العريق، وتدعم مجتمعاتها الإبداعية، وتفتح بابها على مصرعيه بثقة وكرم لاستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم. وقد كان لنا عظيم الشرف بأن نسهم في إنجاز هذا المشروع التحويلي، ونساعد في صناعة مستقبل ثقافي مميز ومستدام لهذه المنطقة، يقوم على مبدأ الحوار والتشارك مع المجتمعات المحلية.