معاً نستطيع إيجاد حلول ناجعة لأهم التحديات التي تواجه البشرية جمعاء…
التوعية من خلال التعاطف الراديكالي
طرفة عين - النهاية في مرمى البصر
لندن، المملكة المتحدة
2019
منظمة سايتسيفرز
الأبحاث | التنسيق المتحفي | إدارة الفنانين | تطوير المحتوى | تطوير النصوص | تصميم تجربة الزوار
الصورة:
اللمحة الأخيرة
الهدم:
كشف أثر فقدان البصر عبر التكنولوجيا
التراحم:
التوعية عبر التجربة الحسية
المسار:
فن لا يفنى
الأثر:
جوائز وتبرعات وتغيير مستمر
تضافرت جهود باركر لانغهام مع جهود منظمة سايتسيفرز ونخبة من المتعاونين المبدعين لتطوير معرض "طرفة عين - النهاية في مرمى البصر" الحائز على عدد من الجوائز. كان الهدف من إقامة هذا المعرض رفع الوعي بمرض التراخوما، وهو التهاب بكتيري لا يزال من الأسباب الرئيسية للإصابة بالعمى في جميع أنحاء العالم، مع أنه قابل للوقاية. وإذا ما تُرك بدون علاج، فإنه يتسبَّب في نمو الرموش باتجاه مقلة العين واحتكاكها بها، وتصبح احتمالية الإصابة بالعمى الدائم أكبر مع كل طرفة عين.
قدم المعرض لزواره تجربة غامرة ومؤثرة، تعكس الطابع العاطفي لهذه الرحلة الإنسانية. وتداخلت فيه عناصر السرد البصري والتقنيات التفاعلية والسكون المتعمد لتقريب الزوار أكثر من معنى أن "ترمش لتعمى".
الصورة:
اللمحة الأخيرة
تَردد في صميم المعرض بإلحاح سؤال مؤلم واحد: ما الذي تود أن يكون آخر شيء تلمحه عينك؟ للإجابة على هذا السؤال، وُجهت دعوة لمجموعة من المصورين الفوتوغرافيين، الحاصلين على جوائز في مجالهم، للمشاركة بصورة واحدة تمثل ما يرغبون في أن تراه أعينهم إن قُدر عليهم الإصابة بالعمى الدائم.
لبى الدعوة كل من نيك نايت، والفقيد دايفيد غولدبلات، وكيت هولت، وجورجينا كرانستون، وتومي ترينتشارد، حيث شاركوا بأعمال شكَّلت عِماد تجربة الزوار على المستوى العاطفي. فقد شكلت كل صورة بحد ذاتها لحظة تنطق بالجمال ووضوح الرؤية والضعف في آن واحد، لحظة تفرض حالة من السكون والتأمل في معنى الفقد.
الهدم:
كشف أثر فقدان البصر عبر التكنولوجيا
زُوِّدت كل صورة فوتوغرافية بتقنية مخصصة لتتبع حركة العين، طوَّرها استوديو جيزون بروج. تتبَّعت هذه التقنية حركة عين الزائر المتأمل للصورة في الوقت الفعلي، ومع كل طرفة عين يُفعَّل مشغِّل ميكانيكي يعمل على إتلاف جزء صغير من الصورة، البِكسل تلو الآخر، بشكل بطيء ونهائي، إلى أن ينكشف الأثر التراكمي الحتمي للتجربة. ومع مرور الوقت، تتلاشى الصور وتتشهوه ملامحها لتعكس التطور التدريجي والصامت لمرض التراخوما، وتجعل من كل نظرة تلقائية ولاشعورية جرحاً غائراً لا يندمل.
التراحم:
التوعية عبر التجربة الحسية
فقدان بصري يعني فقدان الوسيلة الرئيسية التي أتواصل بها مع العالم - وتلك مصيبة عظيمة! فمن الواجب علينا إذاً التطرق لكون عدد كبير من الناس حول العالم يفقدون بصرهم بسبب أمراض يمكن تفاديها. وإن كان دعمي للعمل الجبار الذي تقوم به سايتسيفرز سيمكنني من مساعدة شخص واحد فقط للحفاظ على بصره، فأنا أتشرف بذلك."
نيك نايت، مصور فوتوغرافي
جَسَر المعرض الهوة التي عادةً ما تفصل بين الجمهور والقضية. وقد تمثَّل دورنا في تصميم تجربة تدعم منظمة سايتسيفرز في تحقيق رسالتها الأشمل، ألا وهي خلق مساحة للتفكُّر والتعاطف والمبادرة. وهكذا نجح معرض "طرفة عين" في إتاحة تصور جديد لمنصات التوعية، منصة لا تقتصر على تحفيز الفكر فحسب، بل تحمل المشاركين أيضاً على الانخراط فيها عملياً بأجسامهم وحواسهم.
وفضلاً عن ذلك، عزَّز المشروع جهود سايتسيفرز لجمع التبرعات، إذ استقطب فئات جماهيرية جديدة ومتبرعين محتملين عبر إشراكهم في حوار مباشر وشخصي مع هذه القضية.
المسار:
فن لا يفنى
كلما رمقت عين صورة من صور المعرض، أحدثت فيها تغييراً يلازمها. ولم يبق منها في نهاية المعرض سوى ذكرى لاذعة، ومجموعة من الأعمال الفنية يشوبها تشوه نجم عن تراكم طرفات أعين الزوار الذين نظروا إليها.
"طرفة عين" أكثر من مجرد معرض، إنه عملية تحسيسية متواصلة تحفز التفكير في استخدام تصاميم تجارب الزوار في دعم العمل التوعوي. ولا يزال منصة فاعلة للحوار القائم حول تقاطع مجالات الصحة العمومية والفنون والتكنولوجيا.
الأثر:
جوائز وتبرعات وتغيير مستمر
نجح معرض "طرفة عين - النهاية في مرمى البصر" في رفع الوعي بمرض التراخوما والمصابين به إلى مستوى غير مسبوق، حيث التُقط فيه ما يزيد على 150 ألف طرفة عين للزوار الذين حضروه في غضون أسبوع واحد. كما قدَّرت سايتسيفرز أن المعرض وحملته الإعلانية حققا ما يربو على مليوني جنيه إسترليني من التبرعات ورعاية الأعمال الخيرية.
وإلى جانب ذلك، حصد المعرض مجموعة من الجوائز التقديرية، شملت جائزة "ريد دوت" للتصميم وجائزة "درام" للتجارب. لكن الإنجاز الأهم هو مساهمة المعرض الهادفة في حملة سايتسيفرز الرامية للقضاء على مرض التراخوما، وتجديده لجهود استرعاء الانتباه لمرض يذهب ضحيته الملايين من الناس حول العالم إلى يومنا هذا.
ولم تنته شراكتنا مع سايتسيفرز بانتهاء معرض "طرفة عين"، بل استمرت باركر لانغهام في دعم حضور المنظمة في فعاليات بارزة، من قبيل 100٪ أوبتكل واليوم العالمي للبصر، عبر تصميم أكشاك العرض، وتطوير الحملات الرقمية، والمساعدة في التوعية بأهمية الاحتوائية في توفير الرعاية الصحية للعيون حول العالم.
في إطار شراكتنا المستمرة مع منظمة سايتسيفرز دعماً لرسالتها الرامية إلى حماية البصر ورفع الوعي بأهمية الوصول إلى الرعاية الصحية للعيون، أنتجنا فيديو قصيراً بمناسبة حملة اليوم العالمي للإبصار 2021، تحت شعار "أحب عينيك".
“البصر هو أحد أهم السبل التي ندرك بها العالم. لكن الإدراك لا يقتصر على رؤية ما يحيط بنا، بل يستدعي استخدام الحواس جميعها لخوض أقوى التجارب. فهو نِتاج الذكرى، والإحساس، والمعرفة، والفهم.”
إريك لانغهام، مؤسس