معاً نستطيع إيجاد حلول ناجعة لأهم التحديات التي تواجه البشرية جمعاء…
احتفاء بالإنسانية
متحف نور وسلام
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة
2019-2024
مركز جامع الشيخ زايد الكبير
الاستراتيجية والتخطيط | التوجيه الإبداعي | تصميم تجربة الزوار - بالتعاون مع شركة RAA | تطوير المحتوى والتنسيق المتحفي | تطوير النصوص والمنشورات | إدارة المجموعات والتكليفات والمقتنيات | خدمات استشارية للعميل - إدارة المشروع والإشراف على التنفيذ
الحوار:
منصة للحوار بين الثقافات
المجموعات:
حوار بين الماضي والحاضر
الاحتوائية:
تصميم يخاطب جمهوراً عالمياً
النور:
المبدأ التوجيهي
التعاون:
عمل إبداعي جماعي
الرحلة:
من الأصول الغابرة إلى الآفاق المشتركة
في مبادرة هي الأولى من نوعها، افتتح مركز جامع الشيخ زايد الكبير في ديسمبر 2024 متحفاً يحتفي بالتسامح بين الأديان في رحاب إحدى أبرز دور العبادة في العالم، متحف "نور وسلام" في جامع الشيخ زايد الكبير.
على امتداد خمس صالات عرض غامرة، يأخذ المتحف زواره في رحلة مُلهِمة عنوانها الإيمان والمعرفة والتعايش. وبينما هم يستكشفون المخطوطات التاريخية، والأعمال الفنية المعاصرة، والتركيبات الفنية متعددة الحواس المعروضة في جنبات المتحف، تتكشَّف أمامهم تدريجياً الرابطة التكافلية والعلاقة التبادلية التي جمعت بين مجتمعات دينية مختلفة عبر القرون.
الحوار:
منصة للحوار بين الثقافات
متحف "نور وسلام" تجسيد إبداعي لرسالة الجامع المتمثلة في تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان. ففي هذا المتحف الاستثنائي، تكاملت لغة التصميم مع لغة المحتوى لتُعبرا ببلاغة قل نظيرها عن سردية الإيمان والتعايش والإلهام عبر العصور. من وعاء مزخرف برسوم ثعابين يعود للعصر الحديدي، يمثل على الأرجح إحدى المِلل القديمة، وإفريزات مسيحية مبكرة وشاهد قبر لرجل يهودي من العصر الوسيط، إلى أقدس البقاع الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، تتتبع معارض "نور وسلام" مساراً يتطور عبر الزمن ليشكِّل مساحة أوسع أفقاً تدعم الحوار والبحث والتعليم.
المجموعات:
حوار بين الماضي والحاضر
يحتضن متحف "نور وسلام" في صميمه حواراً عميقاً بين الحاضر والماضي، جسَّدناه عبر مجموعة مميَّزة تمزج بين التحف الفنية التاريخية ذات القيمة العالمية، وأعمال وتركيبات فنية جديدة كُلف بها فنانون معاصرون. وسواء تعلَّق الأمر بقطع أثرية نفيسة أو إبداعات معاصرة مؤثرة، فإن كل أصل من تلك الأصول يروي بطريقته الخاصة قصة عادات وتقاليد متداخلة واحترام وتقدير متبادلين.
اتَّبعنا هذا النهج الحواري باتساق عبر جميع مساحات المعرض. ولتنفيذه، تعاملنا عن قرب مع مُعيرين وجامعي تحف فنية وأثرية، كما كلَّفنا فنانين مقتدرين بإنجاز أعمال فنية جديدة، كان من بينهم إدريس خان وعبدالقادر الراس وعثمان خنجي. فنجحنا بذلك في إبراز جمال الموروث الإسلامي ورقيه من جهة، وتعبيراته الحية والمتطورة في عصرنا الحالي من جهة أخرى.
الاحتوائية:
تصميم يخاطب جمهوراً عالمياً
كان الموجز الوصفي للتصميم طموحاً، حيث رفع تحدي تصميم تجربة متحفية تستثير العواطف وترسخ في الذاكرة وتُخاطب الجميع، استعداداً لاستقبال ما يزيد على سبعة ملايين زائر سنوياً من مختلف أنحاء العالم.
ولتنفيذ هذا التصور على أرض الواقع، اعتمدنا مبدأ الاحتوائية والشمولية على جميع المستويات. لغوياً، تمت إتاحة المحتوى بسبع لغات. ومن ناحية التأويل، ركَّزنا إلى جانب النصوص على تقديم تجارب تضم معارض لمسية، وروائح فواحة تنقل الزوار إلى عوالم افتراضية، وبيئات غامرة، ومعارض موجهة للعائلات. ومن خلال هذه الأدوات الحسية وسَّعنا نطاق الوصول إلى محتوى المتحف ليشمل كافة الزوار بمختلف فئاتهم العمرية وقدراتهم وإمكاناتهم، تكريساً لرسالة المتحف الجوهرية التي تؤكد على أن السلام، شأنه شأن النور، يستطيع حتماً أن يشمل الجميع.
النور:
المبدأ التوجيهي
شكّل مفهوم "النور" جميع ملامح التجربة المتحفية، من موضوعاتها إلى تصميمها الكوريغرافي، ليتحوَّل في الوقت نفسه إلى رمز للإيمان ووسيط للسرد القصصي، ولغة تصميم قائمة بذاتها.
جمع تصميم المتحف المُبتكر بين القطع الفنية العابرة للعصور وأحدث التقنيات المتطورة لإنتاج تجربة سينمائية وروحانية في آن واحد. في إعادة تشكيل أجواء الحُرم الثلاثة بالتحديد، اتخذت التجربة الغامرة شكل مشاهد سينمائية مثيرة للعواطف تمزج بتناغم مُبهر بين خصائص مسرح الأشياء، والأفلام الإبداعية، والنماذج الراقية، والضوء، والأصوات الطبيعية لتنقل الزوار حسياً إلى أجواء الإيمان والخشوع والسكينة التي تعم رحاب المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. فتمخَّضت عن هذه الرؤية التصميمة المُستنيرة تجربة تفاعلية قوية تخاطب الفكر والوجدان وتدعو الزوار ليكونوا جزءاً من القصة.
التعاون:
عمل إبداعي جماعي
متحف "نور وسلام" نتاج عمل تعاوني فعال بين فريق باركر لانغهام وفريق مركز جامع الشيخ زايد الكبير، فضلاً عن ثلة من المصممين والفنانين وجامعي التحف الفنية والأثرية والخبراء المتخصصين الدوليين.
أخذ فريقنا على عاتقه قيادة التوجيه الإبداعي للمتحف وتطوير رؤيته التأويلية بالتعاون مع فريق مركز جامع الشيخ زايد الكبير. وبشراكة مثمرة مع شركة رالف أبلبوم وشركاؤه (تصميم المعرض) واستوديو مايكل غراب (الإضاءة)، عملنا على تطوير المفهوم، وتوجيه التنظيم المتحفي، ووضع استراتيجية المحتوى والمجموعات، وتصميم تجربة الزوار.
وقد شمل طيف شراكاتنا كذلك مؤسسات مرموقة، من قبيل مجموعة الصباح الآثارية الكويتية، حيث جمعتنا بها علاقة تعاونية طويلة المدى، حددنا من خلالها معالم سردية المتحف ومجموعته. فكانت نتيجة هذه الجهود المتضافرة والمدفوعة بروح التعاون متحف منقطع النظير، تمتزج فيه الأجواء الروحانية بالغزارة الفكرية، متحفٌ متأصِّل في العقيدة الإسلامية ومتشبِّع في الوقت نفسه بروح الانفتاح على الغير. ففي مساحاته المُلهمة اجتمعت منظورات وتقاليد وتعبيرات فنية مختلفة ضمن نسق متناغم واحد.
الرحلة:
من الأصول الغابرة إلى الآفاق المشتركة
وسلام"، تصورناها في شكل رحلة عبر الزمن، نشد فيها الرحال من أراضي الإمارات العربية المتحدة في أزمنة بعيدة لننتقل عبر باقي أرجاء شبه الجزيرة العربية، فنشهد ظهور الإسلام ونواكب تطور حُرمه المقدسة الثلاثة، ثم نعود إلى أبوظبي لنستكشف عمارة جامع الشيخ زايد الكبير وأهميته الدينية ومجتمعه الحيوي الذي يبث فيه الحياة. ثم يتوسَّع بعد ذلك مسار رحلتنا ليشمل مجتمعات أخرى من مختلف أصقاع الأرض، إلى أن ينتهي عند تركيب رقمي تشاركي يسجل فيه الزوار رسائلهم الشخصية حول قيمة التعايش.
وبدءاً من إطار العمل السردي الأولي وصولاً إلى نقطة نهاية آخر نصوص المعرض، شكَّلت هذه السردية الانسيابية والمتماسكة عماد تجربة روحية غامرة،