معاً نستطيع إيجاد حلول ناجعة لأهم التحديات التي تواجه البشرية جمعاء…
رحلة ملحمية عبر ثمانية قرون من الأندلس
الأندلس: تاريخ وحضارة
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة
2019-2023
مركز جامع الشيخ زايد الكبير
تصميم تجربة الزوار | التنسيق المتحفي | تطوير السردية | تطوير المحتوى | الأبحاث | تطوير النصوص والمنشورات | التصميم الغرافيكي | إدارة المجموعات والمحتوى | إدارة حقوق وتراخيص المحتوى | إدارة المشروع
الرؤية:
نَظْم ثمانية قرون من التاريخ
النبرة:
سرد قصصي عبر الخط العربي والرسوم المصورة
اللقاءات:
حوار مع أعلام الأندلس
الأبحاث:
إبداع من وحي العِلم والمعرفة
الحنين:
تُحف شِعرية
المكان:
تصميم أجواء غامرة
في مركز جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، احتفى معرض "الأندلس: تاريخ وحضارة" بالموروث الثقافي والفكري لأحد ألمع عصور الحضارة الإسلامية عبر التاريخ.
وبشراكة مع فريق جامع الشيخ زايد الكبير، تولت باركر لانغهام قيادة جميع أطوار هذا المعرض المُلهِم، بدءاً من أولى مراحل تصور رؤيته، وصولاً إلى تطوير السردية والتنسيق المتحفي والتصميم والإنتاج والتركيب.
الرؤية:
نَظْم ثمانية قرون من التاريخ
"على مدى حقبة مذهلة امتدت لنحو 781 عاماً، ازدهرت في الأندلس سلالات وانهارت أخرى. نمت المدن وامتدت روافدها فأصبحت مراكز عالمية للتعلم ومرتعاً خصباً للثقافة."
كيف نعيد إحياء قصة امتدت فصولها لثمانية قرون عبر قارتين مختلفتين؟ وكيف نحقق ذلك ضمن نطاق المعارض المؤقتة المحدود زمنياً ومكانياً؟
شكَّلت الإجابة على هذين السؤالين المحيرين أحد أكبر التحديات التي واجهها فريقنا الخبير في التصميم والتنسيق المتحفي إلى اليوم. لكننا أيقنا منذ البدء بأن تصور رؤية سردية قوية سيكون حتماً مفتاح الإجابة. ومن ثم جاءت فكرة إعادة تصور سبع محطات في تاريخ الأندلس، تتباين من حيث إشعاعها، في شكل سبعة معارض سينمائية غامرة تسافر بالزوار عبر الزمن ليعيشوا أجواء الأندلس وكأنهم جزء منها.
النبرة:
سرد قصصي عبر الخط العربي والرسوم المصورة
تنقل المعرض بزواره عبر سبع محطات مختلفة من تاريخ الأندلس الطويل والحافل. ولتصميم تجربة زوار متماسكة ومتسقة، اعتمدنا طيفاً من الأدوات السردية، شملت تسجيلاً صوتياً أخاذاً لراوٍ يصطحبهم عبر جميع مراحل رحلتهم، باللغتين العربية والإنجليزية.
كانت الرسومات التصويرية وفن الخط العربي أيضاً من أهم الأدوات السردية التي وظفناها في المعرض. فقد تعاونا مع مؤرخ وخطاط متمرس لإنتاج عناوين صالات العرض بأسلوب إبداعي، استند في تنفيذه إلى مختلف أنماط الخط العربي التي سادت في فترات تاريخ الأندلس المتعاقبة. ولم تقتصر هذه الرؤية التصميمية على المعرض فحسب، وإنما اعتمدناها كذلك في تصميم المنشور الذي صاحبه.
اللقاءات:
حوار مع أعلام الأندلس
احتفى معرض "الأندلس: تاريخ وحضارة" بعصر ذهبي اتسم بروح الإبداع والاحتوائية، حيث استكشف فصلاً من التاريخ برز فيه مجتمع فريد تنوعت ثقافاته ودياناته، وتمخضت عنه إنجازات لا تزال إلى يومنا هذا مصدر إلهام للمفكرين والفنانين.
أردنا للزوار في هذه الرحلة الملحمية أن يلتقوا وجهاً لوجه برجال ونساء عِظام سطروا تاريخ الأندلس، وأن يكونوا شهود عيان على إنجازاتهم وقصصهم المُلهمة. وقد ساعدتنا تقنية الواقع المعزز في تحقيق هذه الرؤية السريالية على أرض الواقع، فعادت بالزوار مثلاً إلى القرن العاشر لتبث الحياة من جديد في ديوان عبد الرحمن الناصر بمدينة الزهراء، وهناك قابلوا شخصيات تاريخية شكَّلت ملامح الحياة الفكرية والسياسية آنذاك.
وتحرياً للأمانة العلمية، طورنا نصوصاً محققة ومدققة بعناية لتعكس السياق التاريخي والمعلومات المقدمة حول كل شخصية على حدة. كما أبدع فنانونا في تصميم ملابس مطرزة ومجوهرات مُصاغة بحرفية عالية، صادق على الدقة التاريخية لكل تفصيل من تفاصيلها خبراء من جامعة غرناطة ومتحف قرطبة الأثري.
الأبحاث:
إبداع من وحي العِلم والمعرفة
وراء أجواء هذا المعرض المؤقت السينمائية والممتعة يكمن مسار مضنٍ ومتأنٍ من الأبحاث المعمقة. فقد انتهجنا في أبحاثنا مقاربة حثيثة وصارمة للوصول إلى حقائق ومعلومات محققة، وذلك بالاعتماد على خبرة أعضاء فريقنا متعدد التخصصات، وبالتعاون مع شبكة عالمية من المؤسسات الوازنة والخبراء المتخصصين.
في إحدى صالات العرض، أعدنا عجلة الزمن إلى عام 1000م لنتيح للزوار استكشاف عيادة الطبيب الجراح المبتكِر أبو القاسم الزهراوي، الملقب بأبي الجراحة الحديثة.
فضلاً عن مخطوطات نادرة لأعمال الزهراوي الطلائعية، أقمنا في هذه المساحة المذهلة طاولة تفاعلية أمكن للزوار من خلالها تفحص بعض أدوات الزهراوي الجراحية عن قرب. ولمزيد من الدقة، استشار فريقنا مهنيين في مجال الطب حول بعض العناصر والمعلومات، كاستفسارهم مثلاً عن المادة التي صُنع منها مقبض أداة ما، إن كان من الخشب أو المعدن. وكان نتاج اعتنائنا الشديد بدقائق الأمور محتوى غني وجذاب يجمع بين الأصالة والمرجعية العلمية الأمينة.
الحنين:
تُحف شِعرية
في معرض "الأندلس: تاريخ وحضارة"، دبَّت الحياة مجدداً في مجلس الشاعر الأندلسي النابغة ابن زيدون عبر مجموعة من التحف الفنية المنتقاة بعناية. ولم يكن تجميع تلك القطع النفيسة ممكناً لولا التعاون المثمر الذي جمعنا بمؤسستي متحف قرطبة الأثري ومجموعة الصباح الآثارية، حيث أتاحتا لنا استعارتها للعرض في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير. فكان في ذلك تجسيد مجازي بليغ لروح التعاون والإبداع المشترك التي طبعت المجتمع الأندلسي.
ومن بين جميع تلك التُحف الفنية، أسرت قطعة واحدة بالتحديد مخيلتنا، ويتعلق الأمر بوعاء خزفي مُزجج نُقش عليه اسم "المعتمد بن عباد"، ملك إشبيلية الملقب بـ"الملك الشاعر". كان المعتمد أحد أعظم شعراء الأندلس وراعياً شغوفاً للفنون، وكان أبوه المعتضد بالله قد استضاف ابن زيدون في إشبيلية بعد أن فر مع حبيبته ولادة بنت المستكفي من قرطبة هرباً من السجن. وقد اعتمدنا هذا الوعاء المُلهِم نقطة انطلاق قوية لسرد هذه القصة التاريخية، قصةٌ اجتمع فيها الشوق والشجون بالفصاحة والبلاغة.
المكان:
تصميم أجواء غامرة
كان هدفنا في هذا المشروع تقديم تجربة غامرة ينغمس عبرها الزوار بكل حواسهم في العصر الأندلسي بأكبر قدر من التفصيل، لذا صممنا كل مساحة من مساحات صالات العرض السبع لتستحضر أجواء خاصة تميِّزها عن غيرها. في معرض "الأندلس: تاريخ وحضارة"، تجاورت مساحات العرض لكن كل واحدة منها تفردت بموضوع وهوية مختلفة لتشكِّل رحلة ديناميكية عبر الزمان والمكان. فانتقلت بالزوار من دفئ مجلس الشاعر ابن زيدون إلى رحابة قاعة الصلاة في جامع قرطبة، ومن فخامة بلاط عبد الرحمن الناصر إلى سكينة حدائق قصر الحمراء.
وتعزيزاً للتجربة الحسية، وظفنا عناصر مختلفة، شملت الإضاءة والألوان المتباينة ومجموعة مختارة من الروائح الإيحائية والمشاهد الصوتية. مجتمعةً، أعادت تلك العناصر المنسقة بعناية خلق أجواء الأندلس النابضة بالحياة وعمَّقت وقع المعرض في نفوس الزوار وأذهانهم.