لؤلؤة معلَّبة
26.09.2025
الأثر الاجتماعي, الأفكار
في أواخر عام 2016، تولى فريق باركر لانغهام في إمارة أبوظبي تنسيق مهرجان قصر الحصن الذي لاقى نجاحاً باهراً وغير مسبوق، وكان من أبرز محطاته في تلك السنة إقامة معرض مؤقت بعنوان "قصة أبوظبي وشعبها"، يروي قصة المدينة والشعب الذي جعلها موطناً له.
اتخذت أطوار هذه القصة منعطفاً حاسماً في مطلع القرن العشرين إثر توالي مجموعة من الأحداث العالمية التي كان لها بالغ الأثر في اقتصاد المنطقة، وقد شملت الحربين العالميتين الأولى والثانية، وانهيار سوق الأسهم عام 1929، والكساد العالمي الكبير، واختراع اللؤلؤ الزراعي في اليابان.
تمثَّل أهم تحدٍّ لفريقنا القائم على التنسيق المتحفي في تأويل هذه اللحظة التاريخية ضمن المعرض بأسلوب مقتضب، دون الاعتماد على الصفحات الأولى من الجرائد والصور الأرشيفية.
ولرفع هذا التحدي، نفذنا تصوراً ركَّزنا فيه على عنصري الحجم والتنافر، وذلك من خلال إبراز نموذج لعلبة اللؤلؤ الاستهلاكية الحديثة المنتجة بأحجام صغيرة وكميات كبيرة. ثم عرضناها إلى جانب صالة تحتفي بتراث صيد اللؤلؤ الشعبي. وقد تعمَّدنا إضاءتها بأسلوب جذاب وكأنها جوهرة نفيسة لإحداث تأثير متنافر يعكس عمق تلك الطفرة النوعية على أبوظبي والمنطقة.