المؤتمر السنوي لجمعية تأويل التراث، إنفرنيس، اسكتلندا
26.09.2025
المشاهد الطبيعية, المجتمع, الأفكار
نحن من نصنع مشاهدنا الطبيعية
خلال فعاليات مؤتمر جمعية التراث بمدينة إنفرنيس الاسكتلندية، ألقى إريك لانغهام محاضرة محفزة للتفكير بعنوان "نحن من نصنع مشاهدنا الطبيعية". وتطرق فيها إلى أثر الذاكرة الإنسانية والعواطف والسرديات في تشكيل المشاهد الطبيعية، مؤكداً على دور التأويل في تحويل المشاهد الطبيعية إلى فضاءات تحمل معاني عميقة وهادفة.
قسَّم إريك المشاهد الطبيعية إلى أربعة أنواع: المشاهد المنسية، والمشاهد الشيزوفرينية، والمشاهد المعقدة، والمشاهد العادية التي تكتنز في ثناياها قصصاً استثنائية. وانطلاقاً من هذا التقسيم وضح دور التأويل في تحفيز ذاكرة المشاهد الطبيعية، واستكشاف قصصها المعقدة، وتحويلها إلى فضاءات تسمو بتفاصيل الحياة اليومية. وقد ضرب إريك مثلاً ماضي جزيرة آلدرني الأليم من زمن الحرب، وتاريخ ساحة معركة كلودين المستشكل، والطرق الثقافية العابرة للدول الأوروبية، وحتى أبسط الصور الفوتوغرافية التي تستحضر ذكريات من ماضٍ ولى، ليُبرز دور التأويل في نفض الغبار عن القصص المنسية، والتوفيق بين السرديات المتضاربة، وكذلك تغيير نظرة الناس لمكان معيَّن.
وفي ختام مداخلته، وجَّه إريك دعوة للتأمل في القوة العاطفية للمشاهد الطبيعية مقارنة بالمباني التي يشيدها البشر، وشجع الجمهور على التفكر في قدرة التأويل على تشكيل المكان والهوية على حد سواء.